حتى لا نظلم حزب الإنصاف/،أ.عبدي سيدي أحمد

(الإنصاف قد تحقق إن لم يكن كله فجاه)
ليس لأني أحد منتسبي حزب الإنصاف أو الأحلاف السياسية التي وقع الاختيار بالكم لفاعليها السياسيين كمنتخببن أكتب وجهة نظري هذه ولكنني اكتبها دفاعا عن قناعة وتمسكا بمبدأ أرى فيه الإنصاف بكل لغات أهل الأرض وإن كان ذلك يتفاوت حسب طبيعة الأرض وساكنيها، فلا أوافق البعض في انتقاده لسياسات الحزب لمجرد عدم اختيار من قدم للمقاعد الانتخابية لأن ذلك يعود إلى الفاعلين أنفسهم ومدى قدرتهم على تسويق اختياراتهم في أروقة الحزب لذلك فهم يتحملون المسؤولية كاملة عن ما حصل خلال الأسابيع المنصرمة لأن ما حدث كان مخاضا وولادة طبيعية لما أسفرت عنه جولات قيادات الحزب وبعثاته ولما تشهده أروقته من حراك سياسي لا شك أن الرابح فيه من يتقن لغة الحوار وحبي بالحجة والبرهان.
وإذا أردنا أن نكون موضوعيين في طرحنا وانتقادنا لسياسات الحزب بغض النظر عن انتمائنا له أو عدمه فبإمكاننا القول إن التغير الذي شهده حزب الاتحاد من الجمهورية بدءا بتغيير اسمه وصولا إلى تغيير قيادة الحزب يعبر بوضوح عن التوجه الجديد للحزب يسعى من خلاله إلى المحافظة على تماسك هيئاته ومنتسبيه وذلك عبر استيراجية واضحة ربما تعتبر التسمية الجديدة للحزب "الإنصاف" خير دليل عليها سعيا من الحزب إلى إنصاف الكل كل من موقعه وحسب خدمته للحزب وتوجهه وهو طريق سليم تتجلى فيها أسمى معاني الإنصاف التي اختارها الحزب تسمية لأن مابعد الاتحاد إلا الإنصاف.
إن مفهوم الإنصاف يتماشى مع العدالة بصورة عامة والعدالة الاجتماعية واللسياسة بصورة خاصة فقد تم استخدام الإنصاف كمفهوم في مجموعة متنوعة من السياقات المؤسسية، بما في ذلك السياسية منها لأنها نقطة التحول الأساسية في المجتمعات أيا كانت طبيعتها لأن غاية السياسة هي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وحفظ حقوق الإنسان وهي غايات أخلاقية يقول الماوردي: "إن السياسة العادلة هي التي تجمع بين الأقوال والأفعال وتدفع الحاكم إلى عدم المعاقبة إلا على ذنب، وعلى أن العقاب لا ينبغي أن يؤدي إلى إغفال محاسن الناس والعفو لا يؤدي إلى إسقاط مساوي الناس" لذلك فإن الإنصاف تسمية ملائمة وطريق بحول الله تعالى إلى الإنصاف.
لقد كان تعيين الوزير Mohamed Melainine Eyih على هرم الحزب وتسميته رئيسا له بعد تسميته الجديدة نوعا من الإنصاف يعطي الحزب كاريزما جديدة نظرا لما يتمتع به رئيسه من خصال فقد برزانته واستماعه للغير دون ما امتعاض منه مهما كان طرحه، كما أن رحابة صدره تجعل منه رجل الحزب الذي يستطيع التغلب على كل مشاكله الداخلية التي كانت تشكل تحديا حقيقيا لمستقبل الحزب، أما الشاهد على حنكة الرجل فدليله القاطع وبينه يكمنان في إدارته لأصعب القطاعات الوزارية وأكثرها تعقيدا نظرا لتراكمات عديدة شهدها القطان لذا كان بمثابة الربان الذي قاد السفينة إلى بر الأمان، وهو قادر على قيادة الحزب إلى الطريق السليم وإنصاف الكل فيه دون أن يكون على حساب غيره حتى يتجلى معنى الإنصاف وتتصح كفاءة رجل الإنصاف.
وخلاصة قولنا فإن من اختارهم الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة لم يخترهم اعتباطيا بل لأن عوامل كثيرة تضافرت فكان لابد أن يحدث ما وقع من خيارات ومن ثم يمكن القول إن الإنصاف قد تحقق بالفعل فإن لم يكن كله فجله.
خالص تحياتي وتقديري للجميع