رد الجميل في إنصاف الأوفياء / الأستاذ سيد احمد عبدي

غادرَ وزارة الثقافة مأسوفا عليه، الوزير الوطني المخلص النبيل الدكتور محمد ولد أسويدات، بعد أن حملته إلينا التشكلة الحكومية المستقيلة قادما تجربة وزارية ناجحة مع قطاع التربية الحيوانية ورغم أننا لسنا من منتسبي القطاعين ولاسابق معرفة لنا بشخصه الكريم من قبل خارج نطاق الأخوة والصداقة والانتماء، وبعد أن جمعتنا به المعرفة الناتجة عن إعجابنا به وتشرفنا بلقائه رغم قصر المدة بقياس الزمن، إلا أنها كانت عريضة وثرية بقياس حجم إنجازات الرجل المتدثرة بلبوس دماثة الخلق الراقي والسماحة في المعاملة والقرب من الآخرين.
من ناحية أخرى فإن رسائل النصر تكتب بإرادة صانعي التاريخي وبشائر الإنصاف تخرج من رحم التجارب التي ولدت وهي مع الشعب يدا بيد، كالتي رفعها الوزير #محمد_ولد_أسويدات ولم تكن شعارا مرفرفا أو عنوانا براقا بقدر ماكانت واقعا ملموسا جسدته إرادة رجل يعمل بصمت حين يعجز الٱخرين وتخور قواهم، رجل في السياسة كان للمظلومين حين تخلى عنهم البعض في منتصف الطريق ووأدوا أحلامهم وكانوا مع ذلك يتحدثون عن الوفاء ويطالبون بالولاء، ولقد كان الوزير ولد أسويدات نموذجا للتأثير الإيحابي من أجل تحقيق مبادئ الإنصاف ولكم في الاستحقاقات المنصرمة خير مثال على تعلق القواعد الشعبية بالرجل الذي يمثل بالنسبة لها الابن البار الذي يعمل بصمت وقت الضجيج لذا فإن القول الفصل يمكن اعتبار الوزير ول أسويدات شخصية وطنية تستحق التقدير.
وبما أن السياسة فن الممكن أو المتاح، فهي تحتاج لنظرةٍ عميقةٍ وخبرة كبرى، وشخصيةٍ محنكة كالوزير محمد ولد أسويدات الذي يعتبر بحق شخصية مخضرمة ثقافيا وسياسيا ذلك أن عالم السياسة عالم متشعبٌ مليءٌ بالتناقضات لذا فهي تحتاج إلى شخصية قوية قادرة على ترتيب الأفكار، واستنتاج العبر والتنظير والخروج بنتائج عميقة وصحيحة ذلك فهي في الدرجة الأولى تعتمد على التحليل الدقيق، والتكتيك الذكي، ومحاولة إمساك خيوط المواقف للخروج بآراء صحيحة تقنع الآخرين.
ومن هذا المنظور فإن إنصاف الكفاءات ورجال السياسية من المثقفين في البلد من أمثال الوزير ولد أسويدات مسألة هامة أملتها الظروف الطبيعية والراهنة للبلا وجسدها فخامة رئيس الجمهورية من خلال الثقة المتواصلة لثقات الرجال كي ترسوا سفينة الإصلاح على شاطئ آمن بعد أن أبحرت في بحر لُجٍي مليئ بالمتناقضات.
إن الديناميكية والحيوية اللتين اتسم بهما الوزير ولد أسويدات تعكسان بالفعل أنه جدير بالمناصب السامية وأنه خير من يمثل موريتانيا في المحافل الدولية خاصة الثقافية منها من أجل إعطاء الصورة الناصحة لثقافة شنقيط البلد الذي يتولى صاحبنا زمام حضارته وتاريخه بتوليه حقيبة الثقافة.